ويقال: أن أبا دلف العجليّ، استنشد أبا تمّام مرثيّته في محمد بن حميد الطّوسي وهي: (الطويل)

كذا فليجلّ الخطب وليفدح الأمر ... وليس لعين لم يفض ماؤها عذر

فقال: وددت أن كنت متّ ورثيتني بمثل هذا الشّعر، فأنّه ما مات من قيل فيه مثله! فقال أبو تمّام: بل يقي الله الأمير ويجعلني فداءه!

وقوله: (الطويل)

وقفنا كأنّا كلّ وجد قلوبنا ... تمكّن من أذوادنا في القوائم

قال: يقول: كأنّ وجد قلوبنا تمكّن مطايانا، فهي لا تقدر على البراح.

وأقول: لم يأت في هذا البيت بغير إعادة ألفاظه، كعادته الجارية!

وقوله: (فهي) لا تقدر على البراح. والمعنى أن وجد قلوبنا بتلك الدّيار، يقفها فيها، ويحسبها عليها، تذكّرا لمن حلّها من الأحباب، فنقف ابلنا فيها لذلك، فكأنّ

وجد قلوبنا في قوائم أذوادنا، أي: حال الإبل في طول الوقوف كحالنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015