وقوله: (الطويل)

ودسنا بأخفاف المطيّ ترابها ... فلا زلت استشفي بلثم المناسم

قال: يقول: دسنا بأخفاف المطيّ تراب هذه المعالم، فأنا أستشفي الله - سبحانه - بأن الثم مناسم هذه المطيّ، أرجو البرء، والخلاص، مما أنا فيه.

(أقول:) وهذا ما ذكرت، من أن البيت إذا كان فيه أدنى إشكال، أعاد لفظه، أو خبّط معناه! والمعنى، أن المعهود المعروف من العاشق، أن يستشفي من داء حبه بوصل أحبابه. والشاعر قد جعل نفسه تستشفي، أي: تطلب الشفاء بلثم طرف خفّ البعير الذي وطئ تراب ديار أحبابه. وفي هذا كناية عن قوّة وجد العاشق، وشدة امتناع المحبوب وبعده.

وقوله: (الطويل)

تمرّ عليه الشمس وهي ضعيفة ... تطالعه من بين ريش القشاعم

قال: يعني أن الجيش قد ارتفع غباره، فالشّمس لا تصل إليه، إلا أن تدخل من بين ريش الطّير التي تتبعه، لتصيب من لحم القتلى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015