قال: جعل نفسه سائرا بين الموجتين، أي بين القرنين، يخاف منهما الموت، واستعار للموت موجا، إنما هو للبحر وما جرى مجراه من المياه الكثيرة، كالفرات وغيره من الأنهار.
وأقول: لم يعن بالموجتين القرنين، وإنما عنى بهما الكتيبتين، وقوله:
. . . . . . . . . . . . وموج البيت يلتطم
أي: في حال هيج للقتال وشدّته.
وقوله: (الطويل)
وكان بها مثل الجنون فأصبحت ... ومن جيف القتلى عليها تمائم
قال: ادّعى أن الحدث كان بها مثل الجنون، ويجوز أن يكون اهلها، فأمّا الحدث فمعلوم إنها لا تحسّ بخير ولا شرّ.