على برقوع بقول الشّاعر: (الطويل)

وخدّ كبرقوع الفتاة ملمّع ... وروقين لمّا يعدوا أن تقشّرا

وقال: يجوز أن يكون زاد الواو في برقع ضرورة، لإقامة الوزن، ولو لم يجيء بالواو لكان في البيت زحاف، وهذا الضّرب من الزّحاف يتساوى في حذف حرف ساكن، ويكون في بعض الأبيات احسن منه في غيره، ويجب أن يكون ذلك لأجل

حروف الكلمة، فإذا حذفت الواو من برقوع في البيت المتقدّم ذكره، نفر منه الطّبع أكثر من نفاره من قول امرئ القيس: (الطويل)

إذا قامتا تضوّع المسك منهما ... نسيم الصّبا جاءت بريّا القرنفل

ولم يذكر الشّيخ ما ذلك؟!

وأقول: إنما كان بيت امرئ القيس، زحافه أسوغ من الأول، لأجل حرف المدّ ثالثا، لما فيه من الاستطالة باللّين، فكأنه خلف المحذوف بما فيه من المدّ، لأنه: متاتضو: مفاعلن. ويدلّ على ذلك، لزوم الرّدف في كل بحر سقط من أتم بنائه حرف متحرك أو زنته. وأما الأول فثالثه الرّاء: كبرقعل: مفاعلن لا مدّ فيه، ففضله من هذا الوجه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015