وقال في قوله (الطويل)

ضروب بأطراف السّيوف بنانه ... لعوب بأطراف الكلام المشقّق

الكلام المشقّق: يجوز أن يريد به الذي اشتقّ بعضه من بعض، فيكون ذلك مدحا للكلام، وصفة للممدوح بأن ما صعب لديه هيّن، فهو كالذي يلعب به. ويحتمل أن

يكون المشقق: الذي كأنّه مكّسر، من قولك: شققت العود وغيره. ويكون هذا الكلام لما ينظمه الشّعراء في مدحه، لأنّ ذمّه لهم قد تكررّ مثل قوله: (الطويل)

. . . . . . . . . . . . والشّعر تهذي طماطمه

وأقول: هذا الذي ذكره ليس بشيء!

وإنما يريد بالمشقّق المنصّف: الذي تساوى شقّاه، أي: نصفاه، وشقّ الشّيء: نصفه، يعني بذلك الشّعر، ويريد بأطرافه قوافيه. يريد أن الشّعر سهل عليه، فهو يتلعّب به بغير كلفة مرتجلا، وكأنه لمّا قال:

ضروب بأطراف السّيوف بنانه. . . . . . . . .

أراد: لعوب بأطراف الكلام المشقق لسانه، لدلالة بنانه عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015