لأنه لا يسمع منه، والمعذول لأنه ليس كهو في استماع العذل. وهذا المعنى

مطروق، كثير؛ منه قول بعض بني حميد: (المتقارب)

أَصَمًّ عن الكَلِمِ المُحْفِظاتِ ... وأحْلُمُ والحِلْمُ بي أشْبَهُ

وضده قول قعنب: (البسيط)

صُمٌّ إذَا سَمِعوا حَيْراً ذُكِرْتُ به ... وإنْ ذُكِرْتُ بِشَرًّ عندَهُمْ أَذِنُوا

وقوله: (الخفيف)

أنت - طُولَ الحَيَاةِ - للرَّومِ غَارٍ ... فَمَتَى الوَعْدُ أنْ يكونَ القُفولُ

لم يقل ابن جني في هذا البيت شيئا.

وقال غيره: إذا جعله طول الحياة غازيا فلا قفول له إلا بالموت. فقوله: فمتى الوعد هاهنا ليس بحسن.

وأقول: لو قال:

أنْتَ غَارِ للرُّوم في كل وَقْتٍ ... سَائرٌ والمسِيرُ منكَ قُفُولُ

لحسن اللفظ وسلم المعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015