وأقول: الوجه الثاني وجه قبيح، وذلك إنه قال فيما يليه: المنسرح

فَقَبَّلَتْ نَاظِري تُغًالطني ... وإنما قَبَّلَتْ به فَاهَا

فكيف تقرب منه لحبها اياه، وهي تغالطه وتخادعه بما تظهر له من تقبيل ناظره غير الذي تخفيه من تقبيل فيها، وهذا لأن يدل على البغضاء أولى من أن يدل على المحبة، ومع ذلك فإن هذه من الألفاظ الغثة، والمعاني الباردة.

وقوله: المنسرح

في بَلدٍ تُضْرَبُ الحِجَالُ به ... على حِسَانٍ ولَسْنَ أشْبَاهَا

قال: يقول: هي في بلد، الحسان المحبوسات في الحجال كثيرة بذلك البلد، ولسن أشباها لهذه؛ لأنها تفضلهن في الحسن والجمال. ويحوز أن يكون المعنى: إن كل واحدة منهن منفردة من الحسن بما لا يشاركها فيه غيرها، فلا يشبه بعضها بعضا.

وأقول: الوجه الحسن في هذا، قد ذكرته في شرح المعري.

وقوله: المنسرح

لا تجدُ الخَمْرُ في مَكارِمِهِ ... إذا انْتَشَى خَلَّةً تلافَاهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015