بأوه مكررا لها ثلاث مرات؟! أفأمن أن يقال له: علة تقطع أمعاءك وأعضاءك؟! وما أعلم هل وقع هذا منه لتغفل، أو لسوء أدب وجفاء طبع؟!

ومثل ذلك ابتداؤه في مديح كافور أول وفوده عليه ووصوله إليه بقوله: الطويل

كَفَى بك داءً أنْ تَرَى الموت شَافِيَاً ... وحَسْبُ المنايا أنْ يَكُنَّ أمَانِيَا

وهذا إذا قيل مع كافور، وهو جاهل بالشعر وبما يقال فيه، فهل يقال ذلك في عضد الدولة وهو من الحذاق في العربية والنقاد للشعر؟ ولكنه أراد أن يتعرب

ويتغرب بلفظ أوه وواها فتبرص وتبغض!

وقوله: المنسرح

شَامِيَّةٌ طالَماَ خَلَوْتُ بها ... تُبْصِرُ في ناظِري مُحَيَّاها

قال: هذا يحتمل وجهين:

أحدهما: إنه يريد فرط قربها منه حتى إنها منه بحيث ترى وجهها في ناظره، وهذه عبارة عن غاية القرب.

والآخر: إنه أراد حبها إياه فهي تنظر إلى وجهه وتدنو منه لحبه، حتى ترى وجهها في ناظره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015