هو المعنى لم يتنبه له أحد سواي، ولا ألم به غيري! وإنما أوقعهم في التفسير الذي فسروه، ظنهم أن اليد والرجل للإنسان وليس كذلك. والذي يدل على إنه لم يكن بالغيث عن الأمن والنعمة، كما ذكر العروضي، ولا عن الإقطاع والانعام، كما ذكر ابن فورجة، ولم يرد به إلا ما ذكرته من العشب والكلأ قوله فيما بعد: الطويل

تُحاذِرُ هَزْلَ المالِ وهي ذليلةٌ ... وأشْهَدُ أنَّ الذُّلَّ شَرٌّ من الهَزْلِ

وقوله: الكامل

بَادٍ هَواكَ صَبَرْتَ أم لم تَصْبِرا ... وبُكَاكَ إن لم يَجْرِ دمُعكَ أو جَرَى

أقول: إنه أخبر في هذا البيت أن هواه باد صبر أو لم يصبر، وإن بكاه باد جرى دمعه أو لم يجر، وأخبر في البيت التالي وهو قوله: الكامل

كم غَرَّ صَبْرُكَ وابْتِسَامُكَ صَاحِباً ... لمَّا رآهُ وفي الحَشَا ما لا يُرَى

أن هواه خاف، لأنه لا يغر صاحبه بابتسامه وصبره وهو باد، وهذا ظاهره التناقض كما ترى. وقد سئل أبو الطيب عن هذا فقال: ليس هذا في حال واحد إنما هو في حالين، وبيانه أن قوله: الكامل

كَمْ غَرَّ صَبْرُكَ وابتسامُكَ صَاحِباً ... . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015