قال: يعني السيوف التي كانت مطاعة في كل وقت قبل إن عبدت المجوس النار، وهي نار تضطرم إلى هذا اليوم؛ أي تتوقد وتبرق.

وأقول: إنه جعل سيوفه وفضلّها على نار المجوس؛ بأن جعلها قبلها وبعدها في قوله:

. . . . . . ... قبلَ المَجُوس إلى ذَا اليوم تَضْطَرِمُ

وذلك أن نار فارس انطفأت عند مولد النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث، وهذه النار التي هي السيوف لم تنطفئ بل تضطرم إلى اليوم.

وقوله: البسيط

وقد تَمَنَّوا غداةَ الدَّرب في لَجَبٍ ... أنْ يُبصروكَ فلمَّا أبْصروكَ عَموا

ذكر عن ابن جني في تفسير عموا وجهين:

أحدهما: هلكوا وزالت أبصارهم.

والثاني: عموا عن الرأي والرشد.

قال: وكلاهما ليس بالوجه، وذكر وجها من عنده، وهو: أنهم أرادوا ان يبصروك

فلما أبصروك غضت هيبتك أبصارهم وعيونهم فكأنهم عموا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015