قال: يقطعون بتلك الطرق عن النفاذ إلى سيف الدولة، لئلا يبلغه الخبر أنهم يقصدون الحدث فلما أبطأت الأخبار وتأخرت عن عادتها، تطلَّع سيف الدولة لما وراء ذلك فوقف على الأمر فكان الانقطاع كالإرسال.

قال: وهذا كقوله:

قَصَدوا هَدْم سُورها فَبَنَوْهُ ... . . . . . .

وأقول: لم يرد قطع الأخبار وإبطاءها وتأخرها عن عادتها بقوله:

. . . . . . ... . . . . . . فكانَ انقطاعُها إرسالا

وإنما هذا كما تقول: أردت بذلك الكلام حبس زيد فكان حبسه اطلاقه؛ أي: حبسه الذي أردته ولم يقع؛ أي: كان سببا له وذلك من حسن المجاز. وكذلك قوله: انقطاع الأخبار ارسالها؛ أي: لم يقدروا على قطعها وقتا من الأوقات لشدة تيقظ سيف الدولة ورعايته للأمور وضبطه وحفظه لها.

وهو كما قال:

قَصَدوا هَدْم سُورها فَبَنَوْهُ ... . . . . . .

كأنه قال: فكانوا سبب بنائه، فكذلك يقال في الأخبار، وهو أبلغ من قطعهم الأخبار بحفظهم الطرق وتطلع سيف الدولة وتنبيهه من ذات نفسه.

وقوله: الخفيف

أبصَرُوا الطَّعْنَ في القلوبِ دِرَاكاً ... قبلَ أن يُبْصِروا الرِّماحَ خَيَالاَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015