وقوله: الوافر

وظَلَّ الطَّعْنُ في الخَيْلَيْنِ خَلْساً ... كأنَّ المَوتَ بينهما اخْتِصَارُ

قال: يقول: اختلسوا الطعن فأسرع فيهم الموت حتى كأنه وجد طريقا مختصرا إليهم.

وأقول: بيان ذلك أن الطعن الخلس هو السريع، فلما أسرعوا الطعن، وكان الموت مع الطعن، كان الموت أيضا سريعا لسرعة ما أوجبه؛ فسرعته اختصاره.

وقوله: الوافر

مَضَوْا مُتَسَابِقي الأعْضاءِ فيه ... لأرْؤسِهِمْ بأرجُلِهِمْ عِثَارُ

قال: يقول: هربوا والرجل تسابق الرأس، والرأس يسابق الرجل سراعا في الهرب وخوفا من القتل، فهذا معنى قوله:

. . . . . . مُتَسَابقي الأعضاء. . . . . . ... . . . . . .

وقوله:

. . . . . . ... لأرؤسِهِمْ بأرْجُلِهِمْ عِثَارُ

قال ابن جني: إذا ندر رأس أحدهم فتدحرج تعثر برجله أو رجل غيره.

قال: وهذا إبداع لان المعهود أن تعثر الرجل لا الرأس.

قال الواحدي: وأبين مما قاله وأجود أن يقال: بأرجلهم عثار لأجل رؤوسهم؛ أي: لأجل حفظها ينهزمون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015