قال: أمضى خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو أمضى مضارب؛ أي: لا سيف أمضى مضربا منه.

فيقال له: لا يحتاج البيت إلى تقدير محذوف، وأمضى ليس بمرفوع بل هو منصوب حالا أو تمييزا! وإضافة أفعل إضافة ليست بمحضة لأنها في تقدير الانفصال، فهي نكرة وإن أضيفت إلى المعرفة.

وقوله: الطويل

وما لي إذا ما اشْتَقْتُ أبْصَرْتُ دونَهُ ... تنائِفَ لا أشْتَاقُهَا وسَبَاسِبَا

قال: وما لي بعيدا عنه إذا اشتقت إليه رأيت بيني وبينه مفاوز وأمكنة خالية؟!

وأقول: لم يتبين ما أراد بقوله:

. . . . ... تنائفَ لا أشتاقُهَا وسَبَاسِبَا

وذلك إنه لما انشد القصيدة الميمية، التي قبل هذه الأبيات، أغضبت سيف الدولة بما ذكره فيها من ممض العتاب، ومؤلم التقريع، تلويحا وتصريحا، أمر أبا العشائر بقتله، فكمن له جماعة من غلمانه، والقضية مشهورة مذكورة، فلهذا جعلها مع القُرب تنائف وسباسب للخوف والوحشة الذي أدركه منها، والهلاك الذي كاد يلحقه فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015