... ويَسْهَرُ الخلق جَرَّاهَا. . . . . .
أي: محبة لها واهتماما بها، ويختصم: لا نكل أحد يريد أن يحويها ويستبد بها،
لجلالتها وجلالة من يُمتدح بها. ويحتمل أن يكون ذلك في استنباط معانيها بغموضها والخلاف الذي يقع بينهم فيها.
وقوله: البسيط
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحْشَ مُنْفَرِداً ... حتى تَعَجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ
قال: يقول: سافرت وحدي حتى لو كانت الجبال تتعجب من أحد لتعجبت مني، لكثرة ما تلقاني وحدي.
وأقول: هذا ليس بشيء! لان ما انخفض من الأرض، مثل الأودية والوهاد والتلاع تلقاه أيضا وحده، وإنما خص القور والاكم، وهي ما ارتفع من الأرض، بالذكر لمشابهتها له في الرفعة، ومناسبتها له في العلو، وهذا كقوله: الوافر
عَدُوِّيْ كُلُّ شيءٍ فيك حَتَّى ... لخِلْتُ الأكْمَ مُوغَرَةَ الصُّدورِ
أي: لكوني أعلى منها، واثبت وأقوى، تحسدني، فصدورها موغرة علي لذلك.
وقوله: الطويل
ألا ما لسَيْفِ الدَّولةِ اليومَ عاتِبَا ... فَداهُ الوَرَى أمضى السُّيوفِ مَضَارِبَا