شعري؛ يعني إنه شعر اشتهر وسار في البلاد حتى تحقق عند الأصمعي والأصم أدبه فكأن الأعمى رآه، لتحققه عنده، وكأن الأصم سمعه.

وأقول: تعليله، من قوله: يعني. . . . . . إلى آخره. . . . . . ليس بشيء! والمعنى على تعريضه بسيف الدولة، وهو مرتب على البيت قبله وهو قوله: البسيط

وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظِرِهِ ... إذا استَوَتْ عنده الأنوارُ والظُّلَمُ!

كأنه يقول له: أنت مع كونك صحيح حاسة البصر والسمع أسوأ حالا من الأعمى والأصم لأنهما قد جعلهما أدبي وشعري وكلامي مدركين له رؤية وسمعا وأنت لا تراه ولا تسمعه!

وقوله: البسيط

أنامُ مِلَْء عن شواردها ... ويَسْهَرُ الخَلْقُ جَرَّاهَا ويَخْتصِمُ

قال: يقول: أنا أنام عنها وجفوني ممتلئة بها، كأني انظر اليها، والناس يسهرون ويتعبون ويختصمون.

وأقول: هذا الذي ذكره ليس بشيء! لأنه لم يذكر ما معنى نومه عن شواردها، ولا لأي سبب يسهرون الناس ويختصمون لأجلها؟ وذلك أن هذه شوارد ليست كالإبل الشوارد التي يسهر الإنسان في طلبها، وإنما هي قواف فلا أخشى عليها إذا شردت، ولا أسهر في طلبها إذا ندّت، بل أنام ملء جفوني لأنها حينئذ تكون محفوظة لا ضائعة، وقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015