ولم يقل:
. . . . . . بغير سَيْفِكَ. . . . . . ... . . . . . .
فلا حقيقة للرمح ولا للسيف في الرواية، وإنما جاء بهما شيئا فريّا! وإنما أوقعه في ذلك جعله البحر سيف الدولة، ولم يدر أن البحر هو جيشه، وإنه هو وجهه،
وكثيرا ما يقع في مثل هذه المواضع فيحكي عنه حكاية قد أخذها من شعره، وفسرها على غير الوجه بسوء فهمه، كما وقع له وحسن مع قبحه في رأيه! وليس لها حقيقة معلومة ولا قصة مشهورة!
وقوله: البسيط
وما نَجَا من شِفَار البِيضِ مُنْفَلِتٌ ... نَجَا ومِنْهُنَّ في أحْشَائِهِ فَزَعُ
قال: لم ينج من السيوف من نجا وفي قلبه منها فزع؛ لان ذلك الفزع يقتله ولو بعد حين.
وأقول: إنه توهم ما حرف نفي والحق أن تكون ما هاهنا بمعنى الذي وجعلها صفة؛ يقول: والرجل الذي نجا من شفار البيض منفلت، أي: منهزم، نجا وفي أحشائه من السيوف فزع، فما وصلتها في موضع رفع بالابتداء، ومنفلت خبره، ونجا الثانية وما بعدها، إلى آخر البيت، صفة لمنفلت، والبيت الثاني بدل من الصفة؛ أي: الذي نجا منفلت من السيوف بهذه الصفة، في قلبه منهن فزع يباشر الأمن