قال: يقول: البحر يعرف وان كان ساكنا، فكيف إذا تحرك واضطرب! ضرب هذا مثلا له حيث عرفه، وهو يدير الرمح فجعله كالبحر الهائج.

وأقول: الصحيح؛ إن البحر هاهنا جيشه، ويموج: يسير، ووجه البحر: سيف الدولة، فجعل جيشه بحرا وهو وجهه؛ يقول: البحر إذا سجا عُرف وجهه من بعيد فكيف إذا تحرك! وكذلك سيف الدولة يُعرف إنه وجه عسكره وملكه، وهو واقف بما يتبين فيه من الجلالة والشهامة والصرامة. فكيف إذا سار الجيش فإنه يكون اشد تبيينا، وأوفى ظهورا، بحُكمه فيه من أمره ونهيه، وتقديمه وتأخيره، وجمعه وتفريقه وما أشبه ذلك. فالذي رُوي عن ابن جني من إدارة الرمح ليس بشيء! وكذلك روايته: الوافر

. . . . . . ... وأنت بغير سَيْفِكَ. . . . . .

والصحيح:

. . . . . . ... وأنت بغير سَيْرِكَ. . . . . .

لقوله بعد:

تحاول نَفْسَ مَلْكِ الروم. . . . . . ... . . . . . .

ولو إنه كما ذكر كان يُقلّب رمحا لقال:

وأنتَ بغَيْرِ رُمْحِكَ. . . . . . ... . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015