وقوله: المتقارب
وعَرَّفَ أنَّكَ من هَمِّهِ ... وأنَّكَ في نَصْرِهِ تُرْقِلُ
قال: من همه: أي: من إرادته؛ يقول: عرّف الله الناس بتقويض الخيمة إنه لم يخذلك، ولم يُسلمك، بل يُعنى بك ويريد إرشادك، وإنك تمشي في نصر دينه، فجعل قلع الخيمة سببا لمسيرك، وعلامة على إنه خار لك الارتحال.
وأقول: استعمال هم الله بمعنى إرادته لا يجوز، كما لا يجوز عشق الله بمعنى محبة الله، ولا فهم الله بمعنى علم الله، بل يراعى في ذلك استعمال ما جاء ولا يقاس عليه. ولم أسمع هم الله بمعنى إرادته ولعله قد جاء على أن له محملا غير ذلك، وهوان يكون: من همه مضافا إلى المفعول لا الفاعل؛ أي: عرف الله إنك من همه؛ أي ممن يهتم بطاعته، ويناسبه ما بعده من قوله:
. . . . . . ... وأنَّكَ في نَصْرِهِ تُرْقِلُ
لأن ذلك أيضاً من جملة طاعة الله ومضاف إلى المفعول.
وقوله: الوافر
وَوَجْهُ البَحْرِ يُعْرَفُ من بَعيدٍ ... إذا يَسْجُو فكيفَ إذا يَموجُ