وقوله: المنسرح
اخْتَرْتُ دَهْمَاَء تَيْنِ يا مَطَرُ ... ومَنْ له في الفَضَائِلِ الخِيَرُ
قال: أراد يا من له الاختيار في الفضائل، يعني تأخذ، مختارا، الفضائل ونخبتها فتختار منها ما تريد.
قال: ويروى الخبر؛ يعني اشتهاره في الفضائل، وخبره في الناس.
وأقول: إنه جعل الفضائل له بمنزلة الملك فهو يختار منها ما يشاء، فإذا أراد أن يفعل مكرمة أو يسدي إلى أحد صنيعة كان ذلك خيرها. يقول: اخترت إحدى هاتين الفرسين، وهي الدهماء فيهما، وينبغي أن لا أتخير عليك؛ بل لك الخير في الفضائل التي تفعلها. وهذا مثل قوله: الخفيف
ما لنا في النَّدى عليكَ اختيارٌ ... كلُّ ما يَمْنَحُ الشَّريفُ شَرِيفُ
وأما روايته الخبر بالباء فضعيف لأن الصناعة تقتضي الخير بالياء. .
وقوله: الكامل
أنِّي لأبْغِضُ طَيْفَ من أحْبَبْتُهُ ... إذْ كانَ يَهْجُرنَا زَمَانَ وِصَالِهِ