قال الطبري: " والذي يكفر بالكتاب: بأن يجحد ما فيه من فرائض الله ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وتصديقه، ويبدله فيحرف تأويله" (?).
قال الآلوسي: " أي: بالكتاب، بسبب التحريف والكفر بما يصدقه" (?).
قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 121]، "أي فألئك هم الخاسرون لا غيرهم" (?).
قال الزمخشري: "حيث اشتروا الضلالة بالهدى" (?).
قال أبو السعود: " حيث اشتروا الكفر بالإيمان" (?).
قال الصابوني: أي: "فقد خسر دنياه وآخرته" (?).
قال الطبري: أي " أولئك هم الذين خسروا علمهم وعملهم، فبخسوا أنفسهم حظوظها من رحمة الله، واستبدلوا بها سخط الله وغضبه (?).
قال الآلوسي: هم الخاسرون" من جهة أنهم اشتروا الكفر بالإيمان، وقيل: بتجارتهم التي كانوا يعملونها بأخذ الرشا على التحريف" (?).
قال ابن عطية: " والخسران نقصان الحظ" (?).
قال ابن عثيمين: وأصل (الخسران) النقص؛ ولهذا يقال: ربح؛ ويقال في مقابله: خسر؛ فهؤلاء هم الذي حصل عليهم النقص لا غيرهم؛ لأنهم مهما أوتوا من الدنيا فإنها زائلة، وفانية، فلا تنفعهم (?).
وفي الصحيح: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي، إلا دخل النار" (?).
الفوائد:
1 - الثناء على من آتاه الله الكتاب فتلاه حق تلاوته.
2 - أن من لم يقم حروف الكتاب، فإنه لم يؤمن به حق الإيمان، لأنه لم يتله حق تلاوته.
3 - أن التلاوة تنقسم إلى قسمين:
تلاوة تامة: وهي أن يكون الإنسان تالياً للفظه، ولمعناه عاملاً بأحكامه مصدقاً بأخباره؛ فمن استكبر أو جحد فإنه لم يتله حق تلاوته.
وتلاوة ناقصة: وهي ما دون ذلك.
4 - أن من لم يقم بالعمل الصالح الذي دل عليه الكتاب؛ فإنه لم يتله حق تلاوته، فيكون ناقص الإيمان.
5 - الثناء على التالين لكتاب الله حق تلاوته، لقوله تعالى: (أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ).
6 - أن الكافر بالكتاب الذي أنزله الله على رسله، خاسر في الدنيا والآخرة، فالكافر بالقرآن مهما أصاب من الدنيا فهو خاسر؛ لقوله تعالى: {ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون}؛ يكون خاسراً، ولو نال من الدنيا من أموال، وبنين، ومراكب فخمة، وقصور مشيدة؛ لأن هذه كلها سوف تذهب، وتزول؛ أو هو يزول عنها، ولا