والثاني: يتبعونه حق اتباعه، فيحللون حلاله، ويحرمون حرامه، وهذا قول ابن عباس (?)، وعكرمة (?)، والسدي (?)، وعبدالله بن مسعود (?)، وعطاء (?)، وأبي رزين (?)، ومجاهد (?)، وقيس بن سعد (?)، والحسن (?)، وإبراهيم النخعي (?)، وهو قول الجمهور.

الثالث: أن المراد: "إذا مر بذكر الجنة سأل الله الجنة، وإذا مر بذكر النار تعوذ بالله من النار". قاله عمر بن الخطاب (?).

الرابع: أن المعنى: "يعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، يَكِلُونَ ما أشكل عليهم إلى عالمه. قاله حسن البصري (?).

والصواب أن المعنى: يتبعونه حق اتباعه، لإجماع الحجة من أهل العلم على أن ذلك تفسيره. والله أعلم.

والتلاوة يراد بها ثلاث أمور (?):

أحدها: التلاوة اللفظية، بأن يقيم الإنسان حروف الكتاب الذي أنزل.

والثاني: التلاوة المعنوية، بأن يقيم معناه، أي معنى الكتاب الذي أنزل، وذلك بأن يفسره بما أراد الله لا بهوى نفسه.

والثالث: التلاوة الحكمية العملية، بأن يؤمن بأخباره، ويقوم بأوامره، ويجتنب نواهيه.

قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة: 121]، "أي فأولئك هم المؤمنون حقاً دون المعاندين المحرفين لكلام الله" (?).

قال ابن كثير: "أي: من أقام كتابه من أهل الكتب المنزلة على الأنبياء المتقدمين حق إقامته، آمن بما أرسلتك به يا محمد" (?).

قال أبو السعود: أي أولئك يؤمنون "بكتابهم دون المحرفين، فإنهم بمعزل من الإيمان به فإنه لا يجامع الكفر ببعض منه" (?).

وقوله تعالى: {أُولَئِكَ}، فيه "إشارة إلى الموصوفين بإيتاء الكتاب وتلاوته كما هو حقه، وما فيه من معنى البعد، للإيذان ببعد منزلتهم في الفضل" (?).

قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ} [البقرة: 121]، "أي ومن كفر بالقرآن" (?).

قال أبو السعود: أي " بالتحريف والكفر بما يصدقه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015