1 - من فوائد هذه الآية الكريمة: عموم ملك الله للسماوات والأرض، يؤخذ من الإضافة {مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، والمفرد المضاف يفيد العموم، واسمع إلى قول الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل 18] فإن {نِعْمَةَ} مفرد، ولا يحتاج إلى عدد لو أخذنا بظاهره لقلنا: النعمة واحدة، لكن لما كان المفرد المضاف يفيد العموم صح أن يقول: {لَا تُحْصُوهَا}.
2 - أن سؤال غير الله شيئاً ضرب من الباطل والشرك، لأن غير الله لا يملك شيئاً، ومن لا يملك كيف يعطي ومن أين يعطي؟
3 - أن السماوات جمع عدد، وقد بين الله تعالى في كتابه أنها سبع سماوات، فقال تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [المؤمنون: 86] إذن فالسماوات سبع، وهي طباق كما قال الله تعالى عن نوح: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} [نوح: 15] أي: متطابقة بعضها فوق بعض.
4 - عموم قدرة الله عز وجل على كل شيء؛ لقوله تعالى: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
نسأله أن يوفقنا لمرضاته ويجعلنا من الفائزين بجناته، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
انتهى المجلد الثامن من التفسير بفضل من الله وإحسان، ويليه المجلد التاسع بإذن الله تعالى وبدايته تفسير الآية (1) من سورة «الأنعام».