قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} [البقرة: 121]، "أي أعطيناهم الكتاب " (?).
قال صاحب الكشاف: " هم المؤمنون من أهل الكتاب" (?).
قال أبو السعود: " هم مؤمنو أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأضرابه" (?).
قال الطبري: أي" الذين آتيناهم الكتاب، يا محمد من أهل التوراة الذين آمنوا بك وبما جئتهم به من الحق من عندي" (?).
واختلف في الذين عناهم الله تعالى بقوله {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} [البقرة: 121]، على قولين (?):
أحدهما: أنهم المؤمنون برسول الله-صلى الله عليه وسلم-، والكتاب هو القرآن، وهذا قول قتادة (?).
والثاني: أنهم علماء اليهود، والكتاب هو التوراة، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد (?)
والقول الثاني أولى بالصواب، واختاره الإمام الطبري، وذلك، "لأن الآيات قبلها مضت بأخبار أهل الكتابين، وتبديل من بدل منهم كتاب الله، وتأولهم إياه على غير تأويله، وادعائهم على الله الأباطيل. ولم يجر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الآية التي قبلها ذكر" (?).
قوله تعالى: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} [البقرة: 121]، "ي يقرءونه قراءة حقة كما أنزل" (?).
قال عبدالله ابن مسعود: "والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته: أن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله" (?).
وقال ابن عباس: "يتبعونه حق اتباعه، ثم قرأ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} [الشمس: 2] "، يقول: اتَّبَعَها" (?).
قال ابن عطية: أي: " يتبعونه حق اتباعه بامتثال الأمر والنهي" (?).
قال الزمخشري: أي" لا يحرفونه ولا يغيرون ما فيه من نعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (?).
قال الطبري: أي: " يتبعون كتابي الذي أنزلته على رسولي موسى صلوات الله عليه، فيؤمنون به ويقرون بما فيه من نعتك وصفتك، وأنك رسولي ... ولا يحرفونه عن مواضعه ولا يبدلونه ولا يغيرونه - كما أنزلته عليهم - بتأويل ولا غيره" (?).
قال أبو السعود: وذلك: " بمراعاة لفظه عن التحريف وبالتدبر في معانيه، والعمل بما فيه" (?).
قال الآلوسي: " أي يقرؤونه حق قراءته وهي قراءة تأخذ بمجامع القلب فيراعى فيها ضبط اللفظ والتأمل في المعنى وحق الأمر والنهي" (?).
وفي تفسير قوله تعالى: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} [البقرة: 121]، أقوال:
أحدها: يقرؤونه حق قراءة (?).