وعليهما مسرودتان، قضاهما ... داود أو صَنَعَ السوابغِ تُبَّعُ

ويعني بقوله: قضاهما، أحكمهما.

ومنه قول الآخر في مدح عمر بن الخطاب رضي الله عنه (?):

قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... بَوائِق في أكمامها لم تَفَتَّقِ

ويروى: بوائج (?).

قوله تعالى: {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة: 117]، أي: " فإنما يأمره أن يكون موجودا فيكون" (?).

قال ابن عباس: " فهو خلق الإنسان" (?).

قال الراغب: " تنبيه أنه لا يمتنع عليه شي يريد إيجاده" (?).

قال ابن عثيمين: " أي لا يقول له إلا «كن» مرة واحدة بدون تكرار؛ فيحدث كما أمره الله سبحانه وتعالى على ما أراد الله عز وجل" (?).

قال الطبري: أي" فإنما يقول لذلك الأمر {كن}، فيكون ذلك الأمر على ما أمره الله أن يكون وأراده (?).

قال السعدي: " فلا يستعصى عليه، ولا يمتنع منه" (?).

قال الزمخشري: " أنّ ما قضاه من الأمور وأراد كونه، فإنما يتكوّن ويدخل تحت الوجود من غير امتناع ولا توقف، كما أنّ المأمور المطيع الذي يؤمر فيمتثل لا يتوقف ولا يمتنع ولا يكون منه الإباء" (?).

قال المراغي: " والإيجاد والتكوين من أسرار الألوهية عبر عنهما بما يقربهما من الفهم وهو أن يقول للشاء كن فيكون" (?).

قال أبو السعود: " أي أحدث فيحدث .. تصوير لسرعة حدوثها بما هو علم في الباب من طاعة المأمور المطيع للآمر المطاع" (?).

قال البيضاوي: " وليس المراد به حقيقة أمر وامتثال، بل تمثيل حصول ما تعلقت به إرادته بلا مهلة بطاعة المأمور المطيع بلا توقف. وفيه تقرير لمعنى الإِبداع، وإيماء إلى حجة خامسة وهي: أن اتخاذ الولد مما يكون بأطوار ومهلة، وفعله تعالى مستغن عن ذلك" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015