يُرعى إلى قَوْل سادات الرّجال إذا ... أبدَوْا له الحزْمَ أو ما شاءه ابتدَعا
أي: يحدث ما شاء.
ومنه قول رؤبة بن العجاج (?):
فأيها الغاشي القِذَافَ الأتْيَعَا ... إن كنت لله التقي الأطوعا
فليس وجه الحق أن تَبَدَّعا
يعني: أن تحدث في الدين ما لم يكن فيه (?).
وقيل (البديع) بمعنى (المبدع) (?)، واستدل بقول عمرو معد يكرب (?):
أَمِنْ ريحانة الدَّاعي السَّميع ... يُؤْرِقُني وأَصْحابي هَجوع
أي: المسمع (?)، قال الزمخشري: "وفيه نظر" (?).
وقرئ {بديع السماوات}، مجروراً على أنه بدل من الضمير في {له}، وقرأ المنصور بالنصب على المدح (?).
قوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْرًا} [البقرة: 117]، " أي إذا أراد أن يقضي أمراً" (?).
قال الطيبري: أي" وإذا أحكم أمرا وحتمه" (?).
قال البيضاوي: " أي أراد شيئا" (?).
قال المراغي: " أي وإذا أراد إحداث أمر وإيجاده" (?).
قال ابن عطية: " و {قَضى}، معناه قدر، وقد يجيء بمعنى أمضى، ويتجه في هذه الآية المعنيان، فعلى مذهب أهل السنة قدر في الأزل وأمضى فيه، وعلى مذهب المعتزلة أمضى عند الخلق والإيجاد" (?).
وأصل (القضاء): إتمام الشيء وإحكامه (?)، والفراغ منه، ومن ذلك قيل للحاكم بين الناس: القاضي بينهم، لفصله القضاء بين الخصوم، وقطعه الحكم بينهم وفراغه منه به، ومنه قيل: تقضي النهار، إذا انصرم، ومنه قول الله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23] أي: فصل الحكم فيه بين عباده، بأمره إياهم بذلك، وكذلك قوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ} [سورة الإسراء: 4]، أي أعلمناهم بذلك وأخبرناهم به، ففرغنا إليهم منه. ومنه قول أبي ذؤيب (?):