فبطلت شبهتهم التي يحتجون بها على أن لله ولداً.

2 - ومن فوائد الآيتين: امتناع أن يكون لله ولد؛ لهذه الوجوه الستة.

3 - ومنها: عموم ملك الله سبحانه وتعالى؛ لقوله تعالى: {بل له ما في السموات والأرض}.

4 - ومنها: أن الله لا شريك له في ملكه؛ لتقديم الخبر في قوله تعالى: {له ما في السموات والأرض}؛ وتقديم الخبر يفيد الاختصاص.

5 - ومنها: أن كل من في السموات، والأرض قانت لله؛ والمراد القنوت العام - وهو الخضوع للأمر الكوني -؛ والقنوت يطلق على معنيين؛ معنى عام وخاص؛ «المعنى الخاص» هو قنوت العبادة، والطاعة، كما في قوله تعالى: {أمَّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً} [الزمر: 9]، وكما في قوله تعالى: {وصدَّقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين} [التحريم: 12]، وكما في قوله تعالى: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين} [آل عمران: 43]؛ و «المعنى العام» هو قنوت الذل العام؛ وهذا شامل لكل من في السموات، والأرض، كما في هذه الآية: {كل له قانتون}؛ حتى الكفار بهذا المعنى قانتون لله سبحانه وتعالى؛ لا يخرجون عن حكمه الكوني.

القرآن

{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)} [البقرة: 117]

التفسير:

والله تعالى هو خالق السموات والأرض على غير مثال سبق. وإذا قدَّر أمرًا وأراد كونه فإنما يقول له: "كن" فيكون.

قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} [البقرة: 117]، " أي خالقهما ومبدعهما على غير مثال سبق" (?).

قال أبو العالية: " ابتدع خلقها، ولم يشركه في خلقها أحد" (?). وروي عن الربيع نحو ذلك (?).

وقال السدي: " ابتدعها فخلقها، ولم يخلق قبلها شيئا فيمتثل عليه" (?). وروي عن مجاهد نحو ذلك (?) ..

قال ابن كثير: " أي: خالقهما على غير مثال سبق" (?).

قال السعدي: " أي: خالقهما على وجه قد أتقنهما وأحسنهما على غير مثال سبق" (?).

قال الزجاج: " يعني، أنشاهما على غير حِذَاءٍ ولا مِثَال، وكل من أنْشَأ ما لَم يُسْبَق إليه قيل له أبدعت، ولهذا قيل لكل من خالف السُّنَّةَ والإجماعَ مبتدع، لأنه يأتي في دين الإِسلام بما لم يسبقه إِليه الصحابة والتابعون" (?).

قال ابن عطية: " وخص السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بالذكر لأنها أعظم ما نرى من مخلوقاته جل وعلا" (?).

قال الطبري: "ومعنى المبدع: المنشئ والمحدث ما لم يسبقه إلى إنشاء مثله وإحداثه أحد، ولذلك سمي المبتدع في الدين مبتدعًا؛ لإحداثه فيه ما لم يسبق إليه غيره، وكذلك كل محدث فعلا أو قولا لم يتقدمه فيه متقدم، فإن العرب تسميه مبتدعا. ومن ذلك قول أعشى ثعلبة، في مدح هوذة بن علي الحَنفِي (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015