قال السعدي: أي: "اليهود والنصارى والمشركون، وكل من قال ذلك: {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}، فنسبوه إلى ما لا يليق بجلاله، وأساءوا كل الإساءة، وظلموا أنفسهم، وهو - تعالى - صابر على ذلك منهم، قد حلم عليهم، وعافاهم، ورزقهم مع تنقصهم إياه" (?).

و{وَقَالُوا} [البقرة: 116]، هي قراءة الجمهور، وقرأ ابن عامر (?) {قَالُوا} (?)، بحذف (الواو)، يريد الذين قالوا المسيح ابن اللَّه وعزير ابن اللَّه والملائكة بنات اللَّه.

قوله تعالى {سُبْحَانَهُ} [البقرة: 116]، "أي تقدس وتنزّه عما زعموا تنزهاً بليغاً" (?).

قال الثعلبي: " نزّه وعظم نفسه" (?).

قال ابن كثير: أي: تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوًا كبيرًا" (?).

قال الزمخشري: " تنزيه له عن ذلك وتبعيد" (?).

قال أبو السعود: " تنزيه وتبرئة له تعالى عما قالوا" (?).

قال السعدي: "أي: "تنزه وتقدس عن كل ما وصفه به المشركون والظالمون مما لا يليق بجلاله، فسبحان من له الكمال المطلق، من جميع الوجوه، الذي لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه" (?).

قال ابن عثيمين: أي تنزيهاً له أن يكون له ولد؛ لأنه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته؛ وهو سبحانه وتعالى مالك لجميع المخلوقات" (?).

قال المراغي: " تنزيها له تعالى أن يكون له ولد، إذ هذا الولد إما من العالم العلوي وهو السماء أو من العالم السفلى وهو الأرض، وليس شاء منهما بمجانس له عز اسمه إلى أن السبب المقتضى للولد هو الاحتياج إلى المعونة في الحياة والقيام مقامه بعد الموت والله منزه عن ذلك" (?).

قوله تعالى: {بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} [البقرة: 116]، "أي ليس الأمر كما زعموا، بل جميع ما في السموات والأرض ملك له" (?).

قال الصابوني: " أي ليس الأمر كما زعموا بل هو خالق جميع الموجودات التي من جملتها عزير والمسيح والملائكة" (?).

قال النسفي: " أي: هو خالقه ومالكه ومن جملته المسيح وعزيز والولادة تنافي الملك" (?).

قال السعدي: " أي: جميعهم ملكه وعبيده، يتصرف فيهم تصرف المالك بالمماليك" (?).

قال الرازي: " أي له كل ما سواه على سبيل الملك والخلق والإيجاد والإبداع" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015