والثالث: أنها في النصارى ومشركي العرب، لأن النصارى قالت عيسى ابن الله، والمشركين قالوا الملائكة بنات الله. ذكره إبراهيم بن السري (?)، والزجاج (?).
والرابع: أنها في اليهود والنصارى ومشركي العرب. ذكره الثعلبي (?)، وتبعه ابن ظفر، والكواشي (?) وغيرهما (?).
قال الواحدي: " نزلت في اليهود حيث قالوا: عزير ابن الله، وفي نصارى نجران حيث قالوا: المسيح ابن الله، وفي مشركي العرب حيث قالوا: الملائكة بنات الله" (?).
وقال الحافظ ابن حجر: "واتفقوا (?) على أن الآية نزلت فيمن زعم أن لله ولداً من يهود خيبر ونصارى نجران، ومن قال من مشركي العرب: الملائكة بنات الله (?)، فرد الله تعالى عليهم" (?).
قال الحافظ ابن كثير: "إن الآية الكريمة- والتي تليها- اشتملت، على الرد على النصارى، وكذا من أشبههم من اليهود ومن مشركي العرب، ممن جعل الملائكة بنات الله، فأكذب الله جميعهم في دعواهم" (?).
قلت: والآية يصح أن تكون نزلت رداً على جميع هذه الطوائف، والأقوال المحكية في الآية لا تخرج عن ذلك. والله أعلم.
قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} [البقرة: 116]، " أي: قالت النصارى، واليهود، والمشركون، اتخذ الله ولداً" (?).
قال القاسمي: " يريد الذين قالوا المسيح ابن الله، وعزير ابن الله، والملائكة بنات الله. فأكذب الله تعالى جميعهم في دعواهم وقولهم: إنّ لله ولدا" (?).
قال المراغي: " ولا فارق بين أن يكون هذا القول قد صدر من جميع أفراد الأمة أو من بعضها، فإن أفرادها متكافلون في كل ما يعملون وما يقولون، مما يعود أثره من خير أو شر إلى الجميع" (?).