7 ومنها: أنهم كاذبون؛ لقوله تعالى: {إن كنتم صادقين}؛ ولو كان لهم أدنى حيلة بما يبرر قولهم، ويصدِّقه لأتوا بها.
القرآن
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)} [البقرة: 112]
التفسير:
ليس الأمر كما زعموا أنَّ الجنة تختص بطائفة دون غيرها، وإنما يدخل الجنَّة مَن أخلص لله وحده لا شريك له، وهو متبع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأعماله. فمن فعل ذلك فله ثواب عمله عند ربه في الآخرة، وهو دخول الجنة، وهم لا يخافون فيما يستقبلونه من أمر الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.
في سبب نزول الآية، ذكر الحافظ ابن حجر، رواية السدي (?)، التي ذكرناها في سبب نزول الآية السابقة (?)، وعلى قول الحافظ، فلا بد أنهما نزلتا معًا، فتأمل (?).
قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} [البقرة: 112]، "أي بلى يدخل الجنة من استسلم وخضع وأخلص نفسه لله" (?).
قال السدي: " أخبرهم أن من يدخل الجنة هو من أسلم وجهه لله الآية" (?).
قال البغوي: " أي ليس الأمر كما قالوا، بل الحكم للإسلام وإنما يدخل الجنة من أخلص دينه لله" (?).
قال المراغي: " أي بلى إنه يدخلها من لم يكن هودا ولا نصارى، إذ رحمة الله لا تختصّ بشعب دون شعب" (?).
قال أبو السعود: " أي [من] أخلص نفسه له تعالى لا يشرك به شيئاً" (?).
عن أبي العالية: " {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ}، يقول: من أخلص لله" (?). وروي عن الربيع (?) نحو ذلك.
وعن سعيد بن جبير: " {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ}، قال: من أسلم أخلص وجهه، قال: دينه" (?).
ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل (?):
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذبا زلالا
يعني بذلك: استسلمت لطاعة من استسلم لطاعته المزن وانقادت له (?).