قال الثعلبي: أي" وتجاوزوا" (?).
قال الصابوني: أي: " وأعرضوا عنهم فلا تؤخذوهم" (?).
قال المراغي: أي "واصفحوا عن مذنبهم، بترك لومه وتعنيفه" (?).
و(العفو): ترك المؤاخذة بالذنب، كما قال: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً} [التوبة: 66] (?).
و(الصفح): إزالة أثره من النفس، أي: الإعراض عن المذنب بصفحة الوجه، وهو يشمل ترك العقاب وترك اللوم والتثريب، ومنه قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً} [الزخرف: 5] (?)، ومن ذلك قول كُثَيِّر يصفُ امرأة أعرضت عنه (?):
صفوحًا فما تلقاك إلا بخيلةً ... فمَنْ ملَّ منها ذلك الوصلَ ملَّتِ
وقال الآلوسي: " (العفو)، ترك عقوبة المذنب، و (الصفح)، ترك التثريب والتأنيث وهو أبلغ من العفو إذ قد يعفو الإنسان ولا يصفح، ولعله مأخوذ من تولية صفحة الوجه إعراضا أو من تصفحت الورقة إذا تجاوزت عما فيها. وآثر العفو على الصبر على اذاهم إيذانا بتمكين المؤمنين ترهيبا للكافرين" (?).
والفرق بين (العفو، و (الصفح)، أن" (العفو) ترك المؤاخذة على الذنب؛ و (الصفح) الإعراض عنه؛ مأخوذ من صفحة العنق؛ وهو أن الإنسان يلتفت، ولا كأن شيئاً صار. يوليه صفحة عنقه.؛ فـ "الصفح" معناه الإعراض عن هذا بالكلية وكأنه لم يكن؛ فعلى هذا يكون بينهما فرق؛ فـ (الصفح) أكمل إذا اقترن بـ (العفْو) " (?).
قال ابن عباس: " {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} أي: عن مساوئ كلامهم، وغلّ قلبهم" (?).
قال أهل العلم: " وفي أمره تعالى لهم بالعفو والصفح، إشارة إلى أن المؤمنين على قلتهم هم أصحاب القدرة والشوكة، لأن الصفح لا يكون إلا من القادر، فكأنه يقول لهم: لا تغرّنّكم كثرة أهل الكتاب مع باطلهم، فأنتم على قلتكم أقوى منهم بما أنتم عليه من الحق، وأهل الحق مؤيدون بعناية الله، ولهم العزة ما ثبتوا عليه" (?).
قوله تعالى: {حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [البقرة: 109]، أي: " حتى يأتى نصر الله لكم بمعونته وتأييده" (?).
قال ابن عثيمين: " أي بأمر سوى ذلك؛ وهو الأمر بالقتال" (?).
قال الصابوني: " أي حتى يأذن الله لكم بقتالهم" (?).
قال الآلوسي: " المراد به الأمر بالقتال بقوله سبحانه قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ إلى وَهُمْ صاغِرُونَ [التوبة: 29] أو الأمر بقتل قريظة وإجلاء بني النضير، وقيل: واحد الأمور، والمراد به القيامة. أو المجازاة يومها أو قوة الرسالة وكثرة الأمة" (?).