قال الراغب: " (الحسد): كراهية نعمة على مستحق لها، وعدت من عظائم الذنوب، إذ هو معاندة الله في إرادته، وهو شر من البخل، فإن الحسد بخل على الغير بنعمة من لا تنفد العطايا نعمه" (?).

وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي: أصل الحسد في كلام العرب: القشر، ومنه أخذ الحسد؛ لأنه يَقْشر القلب، قال والحَسدلُ (?): القرادة، لأنه يقشر الجلد فيمص الدم. ذكره الأزهري (?).

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: 9]، " أي من بعد ما ظهر لهم بالبراهين الساطعة، أن دينكم هو الحق" (?).

قال المراغي: "أي من بعد أن ظهر لهم بساطع الأدلة أن محمدا على الحق بما جاء به من الآيات التي تنطبق على ما يحفظونه من بشارات كتبهم بنبي يأتي آخر الزمان" (?).

قال قتادة: " من بعد ما تبين لهم أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإسلام دين الله" (?). وروي نخوه عن أبي العالية (?)، والربيع (?)، والسدي (?)، وابن زيد (?).

وقال ابن عباس: " من بعد ما أضاء لهم الحق، لم يجهلوا منه شيئا، ولكن الحسد حملهم على الجحد. فعيرهم الله ولامهم ووبخهم أشد الملامة" (?).

قال الطبري: أي: "من بعد ما تبين الحقُّ في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند ربه، والملة التي دعا إليها فأضاء لهم: أن ذلك الحق الذي لا يمترون فيه فدل بقوله ذلك: أن كفر الذين قص قصتهم في هذه الآية بالله وبرسوله، عناد، وعلى علم منهم ومعرفة بأنهم على الله مفترون " (?).

قوله تعالى: {فَاعْفُوا} [البقرة: 9]، " أي: " فتجاوزوا عما كان منهم من إساءة وخطأ" (?).

قال الثعلبي: أي: " فاتركوا" (?).

قال الصابوني: " أي اتركوهم" (?).

قال المراغي: " أي: فعاملوهم بأحاسن الأخلاق من العفو عن مذنبهم بترك عقابه" (?).

قال ابن عثيمين: " الخطاب للمؤمنين عامة؛ ويدخل فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم؛ و "العفو" بمعنى ترك المؤاخذة على الذنب؛ كأنه من عفا الأثر: إذا زال لتقادمه" (?).

قوله تعالى: {وَاصْفَحُوا} [البقرة: 109]، أي: " واصفحوا عما كان منهم من جهل" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015