وانشد ابن الأنباري على هذا (?):
تروحُ من الحيِّ أم تَبْتَكرْ ... وماذا يضُرُّك لو تَنْتَظِرْ
فقال: يجوز أن تكون أم في هذا البيت مردودة على الألفِ المُضْمَرة مع تروح وكافية منها، كقوله (?):
فوالله ما أدري وإنْ كنتُ داريًا ... بسبعٍ رمينَ الجمرَ أم بثمانِ
ويجوز أن يكون هي حرف الاستفهام متوسطًا (?).
واختلفت القراءة في قوله تعالى: {كَمَا سُئِلَ} [البقرة: 198]، على وجوه (?):
أحدها: قرأ الحسن بن أبي الحسن وغيره {سيل}، بكسر السين وياء وهي لغة، يقال: سلت أسال، ويحتمل أن يكون من همز أبدل الهمزة ياء على غير قياس ثم كسر السين من أجل الياء.
والثاني: وقرأ بعض القراء بتسهيل الهمزة بين الهمزة والياء، مع ضم السين.
والثالث: وقرأ الجماعة: {سُئِلَ}.
قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ} [البقرة: 108]، أي: ومن "يستبدل الضلالة بالهدى ويأخذ الكفر بدل الإِيمان" (?).
واختلف في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ} [البقرة: 108]، على وجوه (?):
أحدهما: أن معناه: ومن يستبدل الكفر، وهو الجحود بالله وبآياته، بالإيمان وهو التصديق بالله وبآياته والإقرار به (?).
والثاني: ومن يتبدل الشدة بالرخاء. قاله أبو العالية (?).
وضعّفه ابن عطية قائلا: " وهذا ضعيف، إلا أن يريدهما مستعارتين، أي الشدة على نفسه والرخاء لها عبارة عن العذاب والتنعيم، وأما المتعارف من شدة أمور الدنيا ورخائها فلا تفسر الآية به" (?).
والرأي الأول هو الصواب، أما القول الثاني فهو مفهوم بعيد من ظاهر الخطاب. والله تعالى أعلم.
قوله تعالى: {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [البقرة: 108]، " أي فقد حاد عن الجادة وخرج عن الصراط السوي" (?).
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: " {فقد ضل سواء السبيل}، قال: عن عدل السبيل" (?).
قال الطبري: أي: فقد ذهب عن سواء السبيل وحاد عنه" (?).
قال ابن عطية: " أي: "أخطأ الطريق" (?).
وأصل (الضلال) عن الشيء، "الذهاب عند والحيد، ثم يستعمل في الشيء الهالك، والشيء الذي لا يؤبه له، كقولهم للرجل الخامل الذي لا ذكر له ولا نباهة: (ضُل بن ضُل)، و (قُل بن قُل) (?)، ومعنى الضلال في الآية: الذَهابُ عن الاستقامة (?)، قال الأخطل (?):