كنتُ القَذَى في موجِ أكدرَ مُزبدٍ ... قذَفَ الأتيُّ به فضلَّ ضلالا
أي: ذهب يمينًا وشمالًا (?).
قال ابن عاشور: "و (السواء): الوسط من كل شيء (?)، قال بلعاء بن قيس (?):
غَشَّيْتُه وهو في جَأَوَاءَ باسلة ... عَضْبَاً أصاب سواءَ الرأس فانفلقا
ووسط الطريق: هو الطريق الجادة الواضحة، لأنه يكون بين بنيات الطريق التي لا تنتهي إلى الغاية" (?).
و{السبيلُ} في اللغة: الطريقُ، والمراد به طريق الاستقامة" (?)، و"هذه السبيل التي أخبر الله عنها، أن من يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواءها، هي الصراط المستقيم، الذي أمرنا بمسألته الهداية له بقوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة: 6 - 7] " (?).
قال ابن عطية: " و {السَّبِيلِ}، عبارة عن الشريعة التي أنزلها الله لعباده، لما كانت كالسبب إلى نيل رحمته كانت كالسبيل إليها" (?).
واختلف في قوله تعالى: {(سَوَاءَ السَّبِيلِ} [البقرة: 108]، على وجهين: (?):
أحدهما: أن (السواء) أي: القصد والمنهج، عن الفراء، أي ذهب عن قصد الطريق وسمته، أي طريق طاعة الله عز وجل (?).
والثاني: أن (السواء) من كل شيء: الوسط، قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى، ومنه قوله: {سَوَاءِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 55]، أي: "وسطه، لاستواء مقادير نواحيه إليه، ومنه قوله {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال: 58]، يعني: أعلمهم، حتى يستوي علمك وعلمهم" (?).
وقال عيسى بن عمر: "كتبت حتى انقطع سوائي، [يعني وسطي] (?)، وقال حسان بن ثابت في رثاء النبي صلى الله عليه وسلم، على ما ذكر ابن إسحاق وغيره (?):
يا ويح أصحاب النبي ورهطه ... بعد المغيب في سواء الملحد
وقال أبو عبيد: هو في عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو عندي وهم منه" (?).