الثاني: أن معناه: نثبت خطها، ونبدل حكمها. قاله مجاهد (?)، وروي عن أصحاب ابن مسعود نحو ذلك (?).

الثالث: أن المعنى: نؤخرها. قاله عمر بن خطاب (?)، وروي عن أبي العالية وعطاء مثل ذلك (?).

الرابع: أو نتركها نرفعها من عندكم. قاله عبيد بن عمير (?)، وروي عن الربيع بن أنس والسدي نحو ذلك (?).

الخامس: أو نتركها لا نبدلها. قاله ابن عباس (?)، وروي عن السدي نحوه (?).

واختلفت القراءة في قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106]، على ثلاث قراءات (?):

القراءة الأولى: بفتح النون الأولى في (نَنسخ)؛ وضمها في (نُنسها) بدون همز، وهي قراءة أهل المدينة والكوفة.

وقراءة غير الهمز على اختلاف وجوهها، فيها احتمالان (?):

الإحتمال الأول: أنها من (النسيان)، وحينئذ يكون المراد به في بعض القراءات ضد الذكر وفي بعضها الترك.

الوجه الأول: أن يكون {نُنْسِهَا} بمعنى (النسيان)، ضد الذكر، والمعنى: ما ننسخ يا محمد من آية فنغير حكمها أو ننسها، وقد ذكر أنها في مصحف عبد الله: {ما نُنسكَ من آية أو ننسخها نجيء بمثلها}، فذلك تأويل: النسيان، وبهذا التأويل قال جماعة من أهل التأويل (?).

وكذلك كان سعيد بن المسيب يقرؤها، فأنكر عليه سعد بن أبي وقاص، أخرجه النسائي (?)، وصححه الحاكم (?).

وقد روي عن قتادة في قوله: " {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} قال: كان الله تعالى ينسي نبيه ما يشاء وينسخ ما يشاء" (?).

وروي عن الحسن أنه قال في قوله: " {أَوْ نُنْسِهَا}، قال: إن نبيكم صلى الله عليه وسلم أقرئ قرآنا ثم نسيه، فلم يكن شيئا، ومن القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرءونه" (?).

وروي عن ابن عباس، قال: "كان مما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل وينساه بالنهار، فأنزل الله، عز وجل: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} " (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015