وقد منع وقوع النسخ في القرآن أبو مسلم الأصفهاني (?)، وتبعه في ذلك: عبد المتعال محمد الجبري (?)، وعبد الكريم الخطيب (?)، والشيخ محمد الغزالي (?)، وعبد الرحمن الوكيل (?)، وفي ردود أهل العلم على أبي مسلم قديماً وحديثاً ما يكفي لدحض شبهات كل مدع عدم وقوع النسخ في القرآن الكريم. والله الموفق (?).
واختلف أهل العلم في تفسير قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} [البقرة: 106]، على وجوه (?):
أحدها: أنه قبضها، وهو قول السدي (?).
والثاني: أنه تبديلها، وهو قول ابن عباس (?).
والثالث: أنه إثبات خطها وتبديل حكمها، وهو قول ابن مسعود (?)، ومجاهد (?).
والرابع: ومنهم من فسره بالنسخ بمعنى نسخت الكتاب، وهو قول عطاء وسعيد بن المسيب (?).
والقول الثاني هو الأشبه بالصواب، أي: ما ننقل من حكم آية، إلى غيره فنبدله ونغيره، وبه قال جمع من أهل التفسير، والله تعالى أعلم.
قال الواحدي: " وكثير من المفسرين حمل النسخ المذكور في الآية على معنى: نسخ الكتاب من الكتاب. فقد حكي عن عدة منهم أنهم قالوا: يريد بالنسخ ما نسخه الله لمحمد - صلى الله عليه وسلم - من اللوح المحفوظ فأنزله عليه، وهذا ظاهر الإحالة؛ لأنه ليس كل آية نسخت للنبي - صلى الله عليه وسلم - من اللوح المحفوظ، فأنزلت عليه يؤتيه الله ويأتيه بخير منها، ولو كان كذلك لتسلسل الوحي حتى لا يتناهى" (?).
قوله تعالى: {أَوْ نُنسِهَا} [البقرة: 106]، أي "أو نتركها" (?).
قال الطبري: أي " أو لم يبدله ولم يغير" (?).
قال الصابوني: "أي نمحها من قلبك" (?).
واختلف أهل التفسير في قوله تعالى: {أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106]، على أقوال:
أحدها: أنه من النسيان، ضد التذكر. روي عن ابن عباس (?)، وسعد بن مالك (?)، ومحمد بن كعب، وقتادة، وعكرمة، نحو هذا المعنى (?).