قال الزمخشري: " ولقد علم هؤلاء اليهود أن من اشتراه أى استبدل ما تتلو الشياطين من كتاب اللَّه ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ من نصيب" (?).
قال ابن عثيمين: " أي علم هؤلاء المتعلمون للسحر أن من ابتغاه بتعلمه ليس له نصيب في الآخرة؛ وعلموا ذلك من قول الملكين: {إنما نحن فتنة فلا تكفر} " (?).
قال السعدي: " فلم يكن فعلهم إياه جهلا ولكنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة" (?).
قال قتادة: " وقد علم أهل الكتاب فيما عهد الله إليهم أن الساحر لا خلاق له في الآخرة" (?).
وروي عن قتادة أيضا: "قوله: {ولقد علموا لمن اشتراه}، أي استحبه" (?).
وعن ابن أبي نجيح قوله: {ولقد علموا لمن اشتراه}، اشترى ما يفرق به بين المرء وزوجه" (?).
واختلف أهل التفسير في قوله: {مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} [البقرة: 102]، على وجوه (?):
احدها: الخلاق، في هذا الموضع: النصيب. قاله ابن عباس (?)، ومجاهد (?)، والسدي (?) وسفيان (?).
الثاني: الخلاق: الحجة. قاله قتادة (?).
الثالث: أنه: الدين. قاله الحسن (?).
الرابع: أن (الخلاق) ههنا القوام. قاله ابن عباس (?).
الخامس: ليس له في الآخرة جهة عند الله. قاله قتادة (?).
والراجح أن (الخلاق) هنا، النصيب، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ليؤيدن الله هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم" (?)، يعني لا نصيب لهم ولا حظ في الإسلام والدين. ومنه قول أمية بن أبي الصلت (?):
يَدْعُون بالويل فيها لا خَلاق لهم ... إلا سرابيلُ من قِطْر وأغلال
يعني بذلك: لا نصيب لهم ولا حظ، إلا السرابيل والأغلال (?).
قال الواحدي: " والخلاق: النصيب الوافر من الخير، قال المفسرون في هذه الآية، الخلاقُ: النصيبُ من الجنة" (?).