وأما (الزوج)، فإن أهل الحجاز يقولون لامرأة الرجل: هي زوجه، بمنزلة الزوج الذكر، ومن ذلك قول الله تعالى ذكره: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} [سورة الأحزاب: 37]، وتميم وكثير من قيس وأهل نجد يقولون: هي زوجته، كما قال الفرزدق (?):

وإن الذي يمشي يحرش زوجتي ... كماش إلى أسد الشرى يستبيلها

والزوج في الآية: امرأة الرجل (?).

قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102]، " أي وما هم بما استعملوه من السحر يضرون أحداً إِلا إِذا شاء الله" (?).

قال ابن حجر: "أي: نتركهم يفعلون ذلك، وليس المراد بالإِذن إباحة الإِضرار بالسحر (?) " (?).

قال الثعلبي: " أي بعلمه وقضائه ومشيئته وتكوينه، والساحر يسحر ولا يكون شيء" (?).

قال السعدي: " وفي هذا دليل على أن السحر له حقيقة، وأنه يضر بإذن الله، أي: بإرادة الله، والإذن نوعان: إذن قدري، وهو المتعلق بمشيئة الله، كما في هذه الآية، وإذن شرعي كما في قوله تعالى في الآية السابقة: {فَإِنَّهُ نزلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} وفي هذه الآية وما أشبهها أن الأسباب مهما بلغت في قوة التأثير، فإنها تابعة للقضاء والقدر ليست مستقلة في التأثير، ولم يخالف في هذا الأصل من فرق الأمة غير القدرية في أفعال العباد، زعموا أنها مستقلة غير تابعة للمشيئة، فأخرجوها عن قدرة الله، فخالفوا كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الصحابة والتابعين" (?).

وقرأ الجمهور {بضارين به}، وقرأ الأعمش {بضاري به من أحد}، فقيل: حذفت النون تخفيفا، وقيل: حذفت للإضافة إلى أَحَدٍ وحيل بين المضاف والمضاف إليه بالمجرور (?).

واختلفوا في تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102] على وجهين:

أحدهما: أنه يعني: "لا يضر هذا السحر إلا من دخل فيه". قاله الحسن (?).

والثاني: أن معناه: "من شاء الله سلطهم عليه، ومن لم يشأ الله لم يسلط، ولا يستطيعون ضر أحد إلا بإذن الله". قاله الحسن كذلك (?).

وذكروا في قوله تعالى: {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102]، ثلاثة أوجه:

احدها: أن معناه: "إلا بتخلية الله بينه وبين ما أراد". قاله ابن إسحاق (?)، أي: أن الله-عز وجل-تركه يفعل، ولو شاء لم يمكنه من ذلك ولم يسلطه على أحد من خلقه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015