قال أبو حيان: " والظاهر الأول، لأن الكلام مع اليهود إنما سيق بالنسبة إلى محمد صلى الله عليه وسلّم" (?).

قال الآلوسي: "وقوله {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، متعلق بجاء أو بمحذوف وقع صفة للرسول لإفادة مزيد تعظيمه إذ قدر الرسول على قدر المرسل" (?).

قوله تعالى: {مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ} [البقرة: 101]، " شاهد للتوراة، والإنجيل بالصدق" (?).

قال السعدي: " الموافق لما معهم" (?).

قال المراغي: " بكتاب مصدّق للتوراة التي بين أيديهم بما فيه من أصول التوحيد، وقواعد التشريع، وروائع الحكم والمواعظ، وأخبار الأمم الغابرة" (?).

قال الصابوني: " أي مصدقاً للتوراة وموافقاً لها في أصول الدين ومقرراً لنبوة موسى عليه السلام" (?).

قال ابن عثيمين: " أي للذي معهم من التوراة إن كانوا من اليهود، ومن الإنجيل إن كانوا من النصارى؛ والحديث في هذه الآيات كلها عن اليهود" (?).

قال الطبري: " يعني به أن محمدا صلى الله عليه وسلم يصدق التوراة والتوراة تصدقه، في أنه لله نبي مبعوث إلى خلقه" (?).

قال الآلوسي: " من حيث إنه صلى الله تعالى عليه وسلم جاء على الوصف الذي ذكر فيها، أو أخبر بأنها كلام الله تعالى المنزل على نبيه موسى عليه السلام، أو صدق ما فيها من قواعد التوحيد وأصول الدين، وأخبار الأمم والمواعظ والحكم، أو أظهر ما سألوه عنه من غوامضها، وحمل بعضهم «ما» على العموم لتشمل جميع الكتب الإلهية التي نزلت قبل" (?).

وإن تصديق القرآن لما معهم من وجهين (?):

الأول: أنه وقع مطابقاً لما أخبرت التوراة، والإنجيل به.

والثاني: أنه قد شهد لهما بالصدق؛ فالقرآن يدل دلالة واضحة على أن الله أنزل التوراة، وأنزل الإنجيل.

وهذه شهادة لهما بأنهما صدق؛ وكذلك التوراة، والإنجيل قد ذُكر فيهما من أوصاف القرآن، ومن أوصاف محمد-صلى الله عليه وسلم- حتى صاروا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم؛ فإذا وقع الأمر كما ذُكر فيهما صار ذلك تصديقاً لهما.

وقرأ ابن أبي عبلة «مصدقا» بالنصب على الحال من النكرة الموصوفة (?).

قوله تعالى: {نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} [البقرة: 101]، "أي طرح أحبارهم وعلماؤهم التوراة وأعرضوا عنها بالكلية" (?).

قال ابن كثير: "أي: اطَّرَحَ طائفة منهم كتاب الله الذي بأيديهم، مما فيه البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015