3 ومنها: أن من أهل الكتاب من لم ينبذ كتاب الله وراء ظهره؛ بل آمن به كالنجاشي من النصارى، وعبد الله بن سلام من اليهود ..

4 ومن فوائد الآية: أن من نبذ العهد من هذه الأمة فقد ارتكب محظورين:

أحدهما: النفاق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف؛ وإذا اؤتمن خان" (?)، وفي الحديث الآخر: "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كان فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ... " (?)، وذكر منها: "إذا عاهد غدر" ...

والثاني: مشابهة اليهود (?).

القرآن

{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)} [البقرة: 101]

التفسير:

ولما جاءهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن الموافق لما معهم من التوراة طرح فريق منهم كتاب الله، وجعلوه وراء ظهورهم، شأنهم شأن الجهال الذين لا يعلمون حقيقته.

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [البقرة: 101]، أي وحين جاءهم: رسول مرسل من عند الله. وهو محمد صلى الله عليه وسلم" (?).

قال المراغي: " أي إنه حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم" (?).

قال السدي: ": لما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم" (?).

قال الزجاج: " يعني به النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن الذي جاءَ به مصَدّق التوْرَاةَ والِإنجيلَ" (?).

قال البيضاوي: " كعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام" (?).

قال السعدي: " أي: ولما جاءهم هذا الرسول الكريم بالكتاب العظيم بالحق" (?).

واختلف في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ} [البقرة: 101]، على ثلاثة أقوال (?):

أحدها: أن الرسول، محمد صلى الله عليه وسلّم.

والثاني: أنه عيسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام.

والثالث: أو معناه: الرسالة، فيكون مصدراً، كما فسروا بذلك قوله (?):

لقد كذب الواشون ما بحت عنده ... بليلي ولا أرسلتهم برسول

أي برسالة.

قال الراغب: " فالكل صحيح ومراد" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015