احدها: أنها زائدة، قاله الأخفش (?).

والثاني: أنها (أو) الساكنة (الواو)، حركت بالفتح، وهي بمعنى (بل). قاله الكسائي (?).

قال أبو حيان: " وكلا القولين ضعيف" (?).

والثالث: أنها (واو) العطف، اختاره أبو حيان (?).

والراجح هو القول الأخير، بأنها حرف عطف، وقدّمت الهمزة لأن لها الصدارة في الكلام. والله أعلم.

وعلى هذا المذهب خرّج ذلك الزمخشري على أن يكون للعطف على {الفاسقين}، وقدّره: وما يكفر بها إلا الذين فسقوا، أو نقضوا عهد الله مراراً كثيرة" (?).

وعلى هذا النحو خرجه المهدوي وغيره على أن {أو} للخروج من كلام إلى غيره، بمنزلة (أم) المنقطعة، فكأنه قال: بل كلما عاهدوا عهداً، كقول الرجل للرجل، لأعاقبنك، فيقول له: أو يحسن الله رأيك، أي بل يحسن رأيك أي بل يحسن رأيك، وهذا التخريج هو على رأي الكوفيين، إذ يكون أو عندهم بمنزلة (بل)، وأنشدوا شاهداً على هذه الدعوى قول الشاعر (?):

بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ... وصورتها أو أنت في العين أملح

وقد جاء أو بمعنى الواو في قوله (?):

من بين ملجم مهره أو سافع

وقوله (?):

صدور رماح أشرعت أو سلاسل

يريد: وشافع وسلاسل (?).

قال الإمام الطبري: و"غير جائز أن يكون في كتاب الله حرف لا معنى له، وهذا يدل على فساد قول من زعم أن (الواو) و (الفاء) من قوله: (أو كلما) و (أفكلما) زائدتان لا معنى لهما" (?).

قلتُ: إن وقوع الزيادة في القرآن، مختلف فيه بين أهل العلم، وكثير من أهل اللغة، والنحو، والبلاغة يقولون بوقوع الزيادة، ومرادهم بذلك أن الحروف زيدت لضرب من التأكيد، كما قال ابن يعيش في المفصل، وابن قتيبة في (تأويل مشكل القرآن) (?).

ولو تتبعنا آراء علماء العربية والتفسير والنحو، لنتعرف على مقصدهم من معاني حروف الزيادة في الكتاب العزيز، لوجدناهم مختلفين بين مثبت لها وناف، فمنهم من أنكر أن يكون في كتاب الله حرف زائد، حيث أنكر من ذهب هذا المذهب كالرازي، وابن القيم أن يكون في كلام الله حشو، أو لغو، أو زيادة، وإن كان المثبتون لها هم أكثر أهل العلم حيث يسمونها أسماء أخر قال الزركشي في البرهان: "كثيرون ينكرون إطلاق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015