قوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 93]، "أي خالط حبُّه قلوبهم، وتغلغل في سويدائها بسبب كفرهم" (?).

قال البيضاوي: أي: " تداخلهم حبه ورسخ في قلوبهم صورته، لفرط شغفهم به، كما يتداخل الصبغ الثوب، والشراب أعماق البدن" (?). واختلف أهل العلم في قوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 93]، على وجهين (?):

أحدهما: أن معناه: وأشربوا في قلوبهم حب العجل، فقوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ}، أي: حل فيها محل الشرب وقبلوه، يقال: ثوب مشرب أي: مصبوغ (?).

وهذا قول الجمهور: كقتادة (?)، وأبي العالية (?)، والربيع (?)، وذهب إلي الفراء (?)، والزجاج (?)، وابن قتيبة (?)، وأبو عبيدة (?)، والطبري (?)، والواحدي (?)، وابن الجوزي (?)، والزمخشري (?)، واالبيضاوي (?)، والرازي (?)، وابن عطية (?)، والقرطبي (?)، والسمين الحلبي (?)، وغيرههم

والثاني: أن المعنى: أنهم سقوا الماء الذي ذري فيه سحالة العجل. قاله علي بن أبي طالب (?)، وسعيد بن جبير (?)، والسدي (?).

قال الحافظ ابن حجر: "وهو (?) من مجاز الحذف (?)، أي: أشربوا في قلوبهم حب العجل، ومن قال إن العجل أحرق ثم ذري في الماء فشربوه (?) فلم يعرف كلام العرب؛ لأنها لا تقول في الماء أشرب فلان في قلبه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015