وخيل قد دلفت لها بخيل ... تحية بينهم ضرب وجيع

فجعل " التحية " ضربا.

والثاني: وقال آخر: بل (الحُسن) هو الاسم العام الجامع جميع معاني الحسن. و (الحسن) هو البعض من معاني (الحُسن)، ولذلك قال جل ثناؤه إذ أوصى بالوالدين: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8] يعني بذلك أنه وصاه فيهما بجميع معاني الحُسن، وأمر في سائر الناس ببعض الذي أمره به في والديه، فقال: (وقولوا للناس حسنا)، يعني بذلك بعض معاني الحُسن.

قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 83]، أي: " أدوها بحقوقها الواجبة عليكم فيها" (?).

قال الصابوني: أي: صلّوها كما فرض الله عليكم (?).

قال شيخنا ابن عثيمين: " أي ائتوا بها قائمة. أي قويمة ليس فيها نقص؛ وذلك بأن يأتوا بها بشروطها، وأركانها، وواجباتها؛ وكمال ذلك أن يأتوا بمستحباتها؛ و {الصلاة} تشمل الفريضة، والنافلة" (?).

وروي عن ابن مسعود قال: " {وأقيموا الصلاة}، هذه و (إقامة الصلاة): تمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع، والإقبال عليها فيها" (?).

قوله تعالى: {وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 83]، " أي أعطوها مستحقها" (?).

قال ابن عثيمين: "و (الزكاة) هي النصيب الذي أوجبه الله لمستحقه في الأموال الزكوية" (?).

قال ابن عباس: " إيتاء الزكاة، ما كان الله فرض عليهم في أموالهم من الزكاة، وهي سنة كانت لهم غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم. كانت زكاة أموالهم قربانا تهبط إليه نار فتحملها، فكان ذلك تقبله. ومن لم تفعل النار به ذلك كان غير متقبل، وكان الذي قرب من مكسب لا يحل: من ظلم أو غشم، أو أخذ بغير ما أمره الله به وبينه له" (?).

وذكروا في تفسير قوله تعالى: {وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 83]، وجهين:

أحدهما: أنه ما فرض عليهم في أموالهم من الزكاة. وذلك في رواية الضحاك عن ابن عباس (?).

والثاني: يعني بـ {الزكاة}: طاعة الله والإخلاص. وهذا في روياة علي بن طلحة عن ابن عباس (?).

قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ} [البقرة: 83]، " أي ثم رفضتم وأسلافكم الميثاق رفضاً باتاً، إِلاّ قليلاً منكم ثبتوا عليه" (?).

قال السعدي: "هذا استثناء، لئلا يوهم أنهم تولوا كلهم، فأخبر أن قليلا منهم، عصمهم الله وثبتهم" (?).

قال ابن عطية: " تولّى تفعّل، وأصله الإعراض والإدبار عن الشيء بالجسم، ثم استعمل في الإعراض عن الأمور والأديان والمعتقدات اتساعا ومجازا .. والمراد بـ (القليل): جميع مؤمنيهم قديما من أسلافهم وحديثا كابن سلام وغيره، و (القلة) على هذه هي في عدد الأشخاص، ويحتمل أن تكون القلة في الإيمان أي لم يبق حين عصوا وكفر آخرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم إلا إيمان قليل، إذ لا ينفعهم، والأول أقوى" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015