قال القرطبي: "أي وأمرناهم بالإحسان إلى القرابات بصلة أرحامهم" (?).

قال أبو حيان: " القربى: مصدر كالرجعى، والألف فيه للتأنيث، وهي قرابة الرحم والصلب" (?)، ومنه قول طرفة (?):

وَقَرّبْتُ بالقُرْبَى وَجدَّ كَإِنَّني ... متى يَكُ أَمْرٌ لِلنّكيثَةِ أَشْهَدِ

قال ابن عثيمين: ويشمل القرابة من "قِبَل الأم، ومن قِبَل الأب، لأن {القربى} جاءت بعد {الوالدين} (?).

قوله تعالى: {وَالْيَتَامَى} [البقرة: 83]، أي يحسنوا أيضا إلى" اليتامى، الذين مات آباؤهم وهم صغار" (?).

و{اليتامى}: "جمع يتيم، مثل: نديم وندَامى، ويجمع أيتامًا أيضًا، واليُتمْ في الناس فُقْدان الأب، وفي غير الإنسان من قبل الأم" (?).

واختلف في أصل (اليتيم) في اللغة على ثلاثة أوجه (?):

أحدها: أن (اليتيم) في كلام العرب: الإنفراد. قاله أحمد بن يحيى (?).

والثاني: أن أصله (الغفلة)، وبه سُمي اليتيم؛ لأنه يُتَغَافل عن بره. قاله المفضل (?).

والثالث: أن (اليتيم)، من الإبطاء. يقال: ما في سَيرِه أتَمٌ ويتم أي: إبطاء، ومنه أُخِذَ اليتيم؛ لأن البرّ يبطيء عنه. قاله أبو عمرو (?).

وقال ابن العربي: " اليتيم: هو في اللغة عبارة عن المفرد من أبيه، وقد يطلق على المفرد من أمه، والأول أظهر لغة، وعليه وردت الأخبار والآثار، ولأن الذي فقد أباه عدم النصرة، والذي فقد أمه عدم الحضانة، وقد تنصر الأم لكن نصرة الأب أكثر، وقد يحضن الأب لكن الأم أرفق حضانة" (?).

قوله تعالى: {وَالْمَسَاكِينِ} [البقرة: 83]، أي يحسنوا أيضا إلى"المساكين الذين عجزوا عن الكسب" (?).

قال الثعلبي: " يعني الفقراء" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015