و (التفجر): التفعل، من: تفجر الماء، وذلك إذا تنزل خارجا من منبعه، وكل سائل شخص خارجا من موضعه ومكانه، فقد انفجر، ماء كان ذلك أو دما أو صديدا أو غير ذلك، ومنه قوله عمر بن لجأ (?):

ولما أن قرنت إلى جرير ... أبى ذو بطنه إلا انفجارا

يعني: إلا خروجا وسيلانا (?).

وقرأ قتادة: «وإن» مخففة من الثقيلة، وكذلك في الثانية والثالثة، وقرأ مالك بن دينار: {ينفجر} بالنون وياء من تحت قبلها وكسر الجيم، ووحد الضمير في {مِنْهُ} حملا على لفظ «ما»، وقرأ أبي بن كعب والضحاك {منها الأنهار}، حملا على الحجارة (?).

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ} [البقرة: 74]، " أي من الحجارة ما يتصدع إِشفاقاً من عظمة الله فينبع منه الماء" (?).

قال أبو السعود: أي: " يتشقق فيخرج منه العيون" (?).

قال الزمخشري: "ومنها ما ينشق انشقاقا بالطول أو بالعرض فينبع منه الماء أيضا" (?).

وقرأ طلحة بن مصرف: «لمّا» بتشديد الميم في الموضعين، وهي قراءة غير متجهة، وقرأ ابن مصرف {ينشقق} بالنون (?).

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة: 74]، "أي: ومنها ما يتفتت ويتردّى من رءوس الجبال من خشية الله" (?).

قال الطبري: " أي يتردى من رأس الجبل إلى الأرض والسفح، من خوف الله وخشيته" (?).

قال ابن عباس: " أي وإن من الحجارة لألين من قلوبكم عما تدعون إليه من الحق" (?). وروي عن إسحاق (?) نحو ذلك.

وقال مجاهد: " كل حجر يتفجر منه الماء، أو يتشقق عن ماء، أو يتردى من رأس جبل، فهو من خشية الله عز وجل، نزل بذلك القرآن" (?). وروي عن ابن جريج (?) مثل ذلك.

وقرئ قوله {يَهْبُطُ}، بضم الباء (?).

واختلفوا في ضمير الهاء في {وَإِنَّ مِنْهَا} [البقرة: 74]، إلى ماذا يرجع؟ على قولين (?):

أحدهما: إلى القلوب لا إلى الحجارة، فيكون معنى الكلام: وإن من القلوب لما يخضع من خشية الله، ذكره ابن بحر (?).

والقول الثاني: أنها ترجع إلى الحجارة، لأنها أقرب مذكور.

واختلفوا في هذه (الحجارة) على قولين (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015