قال ابن عطية: " أي صلبت وجفت، وهي عبارة عن خلوها من الإنابة والإذعان لآيات الله تعالى" (?).
قال البيضاوي: " القساوة عبارة عن الغلظ مع الصلابة، كما في الحجر. وقساوة القلب مثل في نبوه عن الاعتبار" (?).
قال الزمخشري: " وصفة القلوب بالقسوة والغلظ، مثل لنبوّها عن الاعتبار وأنّ المواعظ لا تؤثر فيها" (?).
وفي المشار إليهم بها في قوله تعالى: {قُلُوبُكُمْ} [البقرة: 74]، قولان (?):
احدهما: جميع بني اسرائيل. وهو الظاهر.
والثاني: القاتل. قال ابن عباس: " أنكرت قتلته قتله، فقالوا: والله ما قتلناه؛ بعد أن رأوا الآية والحق" (?).
قوله تعالى: {مِّن بَعْدِ ذلك} [البقرة: 74]، "أي من بعد رؤية المعجزات الباهرة" (?).
قال قتادة: " من بعد ما أراهم ما أحيا من الموتى، ومن بعد ما أراهم من أمر القتيل ما أراهم" (?).
قال البيضاوي: " يعني إحياء القتيل، أو جميع ما عدد من الآيات فإنها مما توجب لين القلب" (?).
قال السعدي: " أي: من بعد ما أنعم عليكم بالنعم العظيمة وأراكم الآيات، ولم يكن ينبغي أن تقسو قلوبكم، لأن ما شاهدتم، مما يوجب رقة القلب وانقياده" (?).
وقوله تعالى: {مِّن بَعْدِ ذلك} [البقرة: 74]، يحتمل وجهين من التفسير (?):
الأول: أن {ذلِكَ}، إشارة إلى إحياء القتيل. فيكون الخطاب لجميع بني اسرائيل. قاله قتادة (?).
والثاني: أنه اشارة الى كلام القتيل، فيكون الخطاب للقاتل.
والثاني: أنه اشارة إلى جميع ما تقدّم من الآيات المعدودة، من مسخ القردة والخنازير ورفع الجبل وانبجاس الماء وإحياء القتيل.
قوله تعالى: {فَهِيَ كالحجارة} [البقرة: 74]، أي: " فهي في قسوتها مثل الحجارة" (?).
قال البيضاوي: أي: " أنها في القساوة مثل الحجارة" (?).
قال الصابوني: "أي: بعضها كالحجارة" (?).
والحَجَر: "الجوهر الصلب المعروف، وجمعه:
أحجار وحِجَارَة" (?).
قوله تعالى: {أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74]، أي: "وبعضها أشد قسوة من الحجارة" (?).
قال البيضاوي: " أو أزيد عليها" (?).
قال السعدي: " أي: إنها لا تقصر عن قساوة الأحجار" (?).