يعني كان دفعك (?).

وأصله: (تدارأتم)، ثم أُدغمت التاءُ في الدال وأُدخلت الألفُ لِيسلَمَ سكونُ الحرف الأول" (?)، ومنه قول الشاعر (?):

تُولِي الضَّجِيعَ إذا مَا اسْتَافَهَا خَصِراً ... عَذْبَ المَذَاقِ إِذَا مَا اتَّابَعَ القُبَلُ

ومنه قول الله جل ثناؤه: {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا} [الأعراف: 38]، إنما هو: تداركوا، ولكن التاء منها أدغمت في الدال، فصارت دالا مشددة، وجعلت فيها ألف - إذ وصلت بكلام قبلها ليسلم الإدغام. وإذا لم يكن قبل ذلك ما يواصله، وابتدئ به، قيل: تداركوا وتثاقلوا، فأظهروا الإدغام. وقد قيل يقال: اداركوا، وادارءوا.

والثالث: التدافع، أي: فتدافعتم في القتل. من قول القائل: درأت هذا الأمر عني، ومن قول الله: {ويدرأ عنها العذاب} [النور: 8]، بمعنى يدفع عنها العذاب.

وهذا قول قريب المعنى من القول السابق، لأن القوم إنما تدافعوا قتل قتيل، فانتفى كل فريق منهم أن يكون قاتله (?).

وفي سبب قتله قولان (?):

أحدهما: لابنة له حسناء احب أن يتزوجها ابن عمها فمنعه عمه، فقتله وحمله من قريته إلى قرية أخرى فألقاه هناك، وقيل: ألقاه بين قريتين (?).

الثاني: قتله طلبا لميراثه، فإنه كان فقيرا وادعى قتله على بعض الأسباط. قاله قتادة (?)، وابن عباس (?)، ومجاهد (?)، محمد بن كعب القرظي (?)، ومحمد بن قيس (?)، وعبيدة (?).

قوله تعالى: {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة: 72]، " أي مظهر ما تخفونه" (?).

قال الواحدي: أي: " من أمر القتيل" (?).

قال الطبري: "، والله معلن ما كنتم تسرونه من قتل القتيل الذي قتلتم" (?).

قال الزمخشري: أي: " مظهر لا محالة ما كتمتم من أمر القتل، لا يتركه مكتوماً" (?).

وأخرج ابن أبي حاتم "عن مجاهد: {والله مخرج ما كنتم تكتمون}، قال: ما تغيبون" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015