قال المراغي: " فهذا القول منهم دليل على السفه وخفّة الأحلام، وجفاء الطبع والجهل بقدرة الله تعالى" (?).

وقال ابن عطية: " وهذا القول من بني إسرائيل ظاهره فساد اعتقاد ممن قاله، ولا يصح الإيمان ممن يقول لنبي قد ظهرت معجزاته، وقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً، أَتَتَّخِذُنا هُزُواً، ولو قال ذلك اليوم أحد عن بعض أقوال النبي صلى الله عليه وسلم لوجب تكفيره، وذهب قوم إلى أن ذلك منهم على جهة غلظ الطبع والجفاء والمعصية، على نحو ما قال القائل للنبي صلى الله عليه وسلم في قسمة غنائم حنين: "إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله" (?)، وكما قال له الآخر: "اعدل يا محمد" (?)، وكلّ محتمل، والله أعلم" (?).

و(الهزؤ): اللعب والسخرية، كما قال الراجز (?):

قد هزئت مني أم طيسله ... قالت أراه معدما لا شيء له

يعني بقوله: قد هزئت: قد سخرت ولعبت (?).

وقرأ ابن محيصن: {أيتّخذنا}، بالياء قال: "يعنون الله، ولا يستبعد هذا من جهلهم لأنّهم الّذين قالوا: {اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138] " (?).

وفي قوله تعالى {هُزُوًا} [البقرة: 67]، ثلاثة لغات (?):

أحدها: بالتخفيف والهمز، ومثله {كفؤا}، وهي قراءة الأعمش وحمزة وخلف وإسماعيل.

والثاني: {هزؤا} و {كفؤا}، مثقلان مهموزان، وهي قراءة أبي عمرو وأهل الحجاز والشام واختيار الكسائي وأبي عبيد وأبي حاتم.

والثالث: و {هزوا} و {كفوا}، مثقلان بغير همزة. في رواية حفص بن سليمان البزّاز عن عاصم.

قال الثعلبي: " وكلّها لغات صحيحة معناها الاستهزاء" (?).

قوله تعالى: {قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ} [البقرة: 67]، " أي ألتجئ إلى الله" (?).

قال البغوي: أي: "أمتنع بالله" (?).

قوله تعالى: {أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ} [البقرة: 67]، أي" أن أكون في زمرة المستهزئين الجاهلين" (?).

قال الثعلبي: " أي من المستهزئين بالمؤمنين" (?).

قال الطبري: " يعني من السفهاء الذين يروون عن الله الكذب والباطل" (?).

قال البغوي: "وقيل: من الجاهلين بالجواب لا على وفق السؤال لأن الجواب لا على وفق السؤال جهل" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015