وقال آخر (?):
خَلَقًا كَحَوْضِ الْبَاقِرِ الْمُتَهَدِّمِ
ويقال لجماعة البقرة: بيْقُور أيضاً، وقال أمية (?):
وعَالَت الْبَيْقُورَا" (?).
وقيل في أصل (البقر) وجهين (?):
الأول: أن أصله من (الْبَقْر) الذي هو الشقّ، يقال: بقر بطنه إذا شقّه وفتحه، وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين (?) رضي الله عنهما "الباقر"، لأنه بقر العلم وعرف أصله، أي شقه وفتحه" (?).
والثاني: التوسع في الشيء وفتح الشيء، وفي حديث حذيفة: "فما بال هؤلاء الذين
يَبْقُرونَ بيوتنا" (?)، أَي يفتحونها ويوسعونها.
ومنه قوله عليه السلام: "فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ" (?)، والبقرة هنا هي القِدر الكبير الواسع.
قال الماوردي: "وإنما أمر -والله أعلم- بذبح البقرة دون غيرها، لأنها من جنس ما عبدوه من العجل، ليهون عندهم ما كانوا يرونه من تعظيمه، وليعلم بإجابتهم زوال ما كان في نفوسهم من عبادته " (?).
قوله تعالى: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} [البقرة: 67]، " أي قالوا: أتجعلنا موضع سخرية وتهزأ بنا؟ " (?).
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي، أنهم عندما سمعوا قول موسى بذبح البقرة، فقالوا: "نسألك عن القتيل ومن قتله، وتقول اذبحوا بقرة، أتهزأ بنا؟ " (?).
قال الثعلبي: "وإنّما قالوا ذلك لتباعد الأمرين في الظّاهر، ولم يدروا ما الحكمة فيه" (?).