وقال إسماعيل بن أبي خالد: " ما كان قبلها من الماضين في شأن السبت" (?).
وروي عن قتادة وعطية نحو ذلك.
وقال أبو العالية: " أي عقوبة لما خلا من ذنوبهم" (?)، وروي عن الربيع بن أنس، ومجاهد والسدي وقتادة في رواية معمر والحسن وعكرمة نحو ذلك (?).
قوله تعالى: {وَمَا خَلْفَهَا} [البقرة: 66]، "أي جعلنا مسخهم قردة عبرة لمن شهدها وعاينها" (?).
قال عطية: " لما كان من بعدهم من بني إسرائيل، لا يعملوا فيها بمثل أعمالهم" (?).
وفي قوله تعالى: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا] [البقرة: 66]، ثمانية تأويلات:
أحدها: ما بين يديها وما خلفها من القرى، وهذه رواية عكرمة عن ابن عباس (?). واختاره ابن كثير (?).
والثاني: ما بين يديها يعني من بعدهم من الأمم، وما خلفها، الذين كانوا معهم باقين، وهذه رواية الضحاك عن ابن عباس (?). واختاره الطبري (?).
والثالث: ما بين يديها، يعني من دونها، وما خلفها، يعني لمن يأتي بعدهم من الأمم، وهذا قول السدي (?).
والرابع: لما بين يديها من ذنوب القوم، وما خلفها للحيتان التي أصابوها، وهذا قول قتادة (?).
والخامس: ما بين يديها: ما مضى من خطاياهم، وما خلفها: خطاياهم التي أُهْلِكُوا بها، وهذا قول مجاهد (?).
والسادس: ما بين يديها: الذنوب التي عملوا قبل الحيتان، وما خلفها: ما عملوا بعد الحيتان. وهذه رواية أبي عن أبيه عن ابن عباس (?).
والسابع: ما بين يديها: عقوبة لما مضى من ذنوبهم، وما خلفهما: وعبرة لما بعدهم. قاله أبو العالية (?) والربيع (?).
والثامن: وقيل: " {لِما بَيْنَ يَدَيْها}، من عقوبة الآخرة {وَما خَلْفَها}، من نصيحتهم في دنياهم فيذكّرون بها إلى يوم قيام السّاعة" (?).
والقول الأول والثاني تحتملهما الآية، وإن كان الأول منهما هو الأشبه إلى الصواب، إذ أن "المراد بما بين يديها وما خلفها: من بحضرتها من القرى التي يبلغهم خبرها، وما حل بها، كما قال: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأحقاف: 27] وقال تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} [الرعد: 31]، وقال {أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الأنبياء: 44]، فجعلهم عبرة ونكالا لمن في زمانهم، وعبرة لمن يأتي بعدهم بالخبر المتواتر عنهم، ولهذا قال: {وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} " (?).