داني جناحيه من الطور فمر ... تقضّي البازي إذا البازيُّ كر

والثاني: أنها كلمة سريانية تعني (الجبل). قاله مجاهد (?)، وابن زيد (?).

والقول الأول أقرب إلى الصواب، لأنه جاء (الطور) بمعنى الجبل في كلام العرب، كما سبق الاستشهاد بقول العجاج، وبه قال الإمام الطبري (?)، ومنه قول جرير (?):

فإن ير سليمان الجنّ يستأنسوا بها ... وإن ير سليمان أحب الطّور ينزل

قال القفال رحمه الله: إنما قال: «ميثاقكم»، ولم يقل: مواثيقكم، لوجهين (?):

أحدهما: أراد به الدلالة على أن كل واحد منهم قد أخذ ذلك كما قال: {ثم يخرجكم طفلا} [غافر: 67] أي كل واحد منكم.

والثاني: أنه كان شيئا واحدا أخذ من كل واحد منهم كما أخذ على غيره فلا جرم كان كله ميثاقا واحدا ولو قيل مواثيقكم لأشبه أن يكون هناك مواثيق أخذت عليهم لا ميثاق واحد، والله أعلم.

قوله تعالى: {خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ} [البقرة: 63]، " أي: اقبلوا ما أعطيناكم من التوراة، واعملوا به بقوة" (?).

قال الزجاج: " أي خذوه بجد واتركوا الريب والشك لما بأن لكم من عظيم الآيات" (?).

قال الفراء: "يقول: بجدٍّ وبتأدية ما افترض عليكم فِيهِ" (?).

قال ابن كثير: أي" بقوة وحزم وهمة وامتثال" (?).

قال السعدي: " أي: بجد واجتهاد، وصبر على أوامر الله" (?).

قال الواحدي: أي: " اعملوا بما أمرتم فيه وانتهوا عما نهيتم عنه" (?).

قال الصابوني: " أي اعملوا بما في التوراة بجد وعزيمة" (?).

قال الزمخشري: " {خُذُوا} على إرادة القول {ما آتَيْناكُمْ}، من الكتاب، بحدّ وعزيمة" (?).

قال الطبري: " {ما آتيناكم} " ما أمرناكم به في التوراة" (?).

وأصل القوة: "الشدة، ومنه قوة الحبل، لأنها تقوي الحبل وتشد فتله" (?).

واختلف أهل العربية في قوله تعالى: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} [البقرة: 63]، على وجهين (?):

الأول: قال بعض نحويي أهل البصرة: هو مما استغني بدلالة الظاهر المذكور عما ترك ذكره له، وذلك أن معنى الكلام: ورفعنا فوقكم الطور، وقلنا لكم: خذوا ما آتيناكم بقوة، وإلا قذفناه عليكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015